صدر الصورة، Reuters
Article information
في العادة تكون المحطة الأولى لتقييم الرؤساء بعد مرور مائة يوم على توليهم مناصبهم، أما مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فإن الأمر مختلف بسبب سرعة حركته وتوالي قراراته التي صدرت منذ الساعات الأولى لدخوله البيت الأبيض في العشرين من شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وأصدر ترامب مجموعة من القرارات في مجالات عديدة أبرزها السياسة الخارجية والأمن والهجرة والاقتصاد، وقد أظهر منذ أيامه الأولى في السلطة عزمه على إحداث تحولات استراتيجية في السياسة الأمريكية في ملفات في غاية الأهمية في مقدمتها حرب أوكرانيا وحرب غزة والوضع في الشرق الأوسط والسياسة التجارية العالمية.
واستخدم ترامب القرارات التنفيذية بصورة مكثفة، كوسيلة مباشرة لإنفاذ قراراته الرئاسية.
والأمر التنفيذي هو عملياً مرسوم يصدره الرئيس الأمريكي وفقاً لصلاحياته الدستورية باعتباره السلطة التنفيذية المنتخبة مباشرة من الشعب الأمريكي.
وللأمر التنفيذي قوة القانون، ولكنه ليس قانوناً لأن السلطة التشريعية المتمثلة بالكونغرس هي التي تصدر التشريعات، وترسلها إلى الرئيس ليصدق عليها محولاً إياها الى قوانين، أو يستخدم حق النقض ليعيدها إلى الكونغرس.
وفي حالة موافقة الرئيس عادة ما يتم الاحتفال أمام الكاميرات ووسائل الإعلام بتوقيع التشريع وتحوله إلى قانون، إذ يظهر الرئيس محاطاً بقادة الكونغرس ويسلم بعضهم القلم او الأقلام التي يستخدمها للتوقيع كهدية للذكرى.
لكن ترامب بدأ يفعل ذلك لوحده عند توقيع القرارات التنفيذية مهدياً الأقلام أحياناً إلى أعضاء إدارته.
ثم يتحول الحدث إلى مؤتمر صحفي يرد فيه ترامب على أسئلة الصحفيين الحاضرين التي تمتد إلى ما هو أبعد من موضوع القرارات التي يوقعها.
صدر الصورة، Reuters
حرب غزة، وتهجير الفلسطينيين
كانت حرب غزة كانت في مقدمة التحولات التي أحدثها ترامب، فقد بدأ ترامب تدخله فيها قبل بدء عهده، ولعب دوراً كبيراً في التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، إذ أرسل ترامب مبعوثه لشؤون الشرق الأوسط وصديقه ستيف ويتكوف للمشاركة في المفاوضات حتى قبيل دخول ترامب إلى البيت الأبيض.
وفعلاً، ساهم ذلك بصورة فعالة في وصول إسرائيل وحماس إلى الاتفاق الذي لم تنجح إدارة بايدن في الوصول إليه، رغم أنها حاولت ذلك على مدى أشهر طويلة.
بيد أن ترامب عاد ليفاجئ العالم بمقترح تهجير الفلسطينيين من غزة وإرسالهم إلى الأردن ومصر، إذ أعاد ترامب ترديد تلك الفكرة، ولم يتردد في الحديث عن نيته بإخراج الفلسطينيين عندما استضاف ملك الأردن عبد الله الثاني في