سجلت حركة شراء الذهب ارتفاعات ملحوظة من قبل اللبنانيين على مدى السنوات الماضية، وتحديداً منذ عام الأزمة في 2019. وفي ظل الواقع الحالي، من غياب القطاع المصرفي في لبنان وتدهور الثقة بالنظام المالي، بات الذهب ملاذًا آمنًا للعديد من اللبنانيين كبديل ادخاري. فهو معروف تاريخيًا بكونه مخزنًا للقيمة، خاصة في فترات الأزمات الاقتصادية والسياسية، إذ ليس فقط مستقرًا نسبيًا، بل يُمكن تحويله إلى نقد بسهولة إذا دعت الحاجة. ولكن هل يجب أن يكون الذهب هو الخيار الوحيد للحفاظ على قيمة أموال اللبنانيين؟ Advertisement من اليقين القول إن الذهب بديل ادخاري جيد في زمن الأزمات، حيث يحافظ على قيمته بمرور الوقت مقارنة بالعملة المحلية التي قد تتعرض للتضخم وفقدان القيمة. كما أنه يُعدّ وسيلة جيدة للتحوّط ضد التضخم والاضطرابات الاقتصادية. لكن، يجب النظر إلى الذهب كجزء من استراتيجية أكبر للتنوع في الادخار والاستثمار كونه غير مدر للعائد الجاري مثل الفوائد على الودائع والسندات، بل ينحصر العائد على الذهب في ارتفاع العائد الرأسمالي اي الفارق بين سعر الشراء وسعر البيع في حال ارتفاع السعر. ولكن هل من الحكمة حصر الادخار بالذهب؟ هذا السؤال حملناه إلى الخبير الإقتصادي الأكاديمي والخبير الاقتصادي د. بيار الخوري الذي اعتبر أنه رغم أهمية الذهب، إلا أن حصر الادخار فيه فقط ليس قراراً حكيماً. فالذهب وعلى الرغم من ثباته النسبي، إلا أنه لا ينتج دخلًا مثل الفوائد على الودائع أو العائدات من الاستثمارات الأخرى. كما أن سعر الذهب قد يتعرض لتقلبات في الأسواق العالمية مما قد يؤثر على قيمته بشكل سلبي في بعض الأحيان.
وأضاف الخوري أن البدائل لتنويع الادخار تبدأ بالعقارات، حيث يمكن أن يكون الاستثمار في العقارات خياراً مناسباً لأن أن قيمة العقار مرشحة للارتفاع على المدى المتوسط والطويل بعد الانخفاض الواسع الذي سجله القطاع منذ بداية الازمة، كما يمكن للعقار أيضًا أن يدر دخلًا من خلال الإيجار. وأشار إلى أن الأصول الأجنبية مثل الاستثمار في العملات الأجنبية أو السندات والاسهم الدولية يمكن أن يكون وسيلة للحفاظ على قيمة المال وتقليل المخاطر المرتبطة بالعملة المحلية، منبهاً في الوقت عينه من أن هذا الخيار يحتاج الى خبرة واسعة نسبياً. وأكد الخوري أنه بالإضافة إلى الذهب، يمكن التفكير في الاستثمار بسلع أخرى مثل الفضة والعملات المشفرة. ففي حين أن ميزات الاستثمار بالفضة تعتبر
اترك تعليقاً